الانسانية بين الركض وراء الربح المادي والحفاظ على الذات البشرية

 تذبذب اهمية الانسان في عالم يسعى بشدة وراء الربح المادي من انسانية الانسان


الانسانية بين الركض وراء الربح المادي والحفاظ على الذات البشرية
الانسانية بين الركض وراء الربح المادي والحفاظ على الذات البشرية



مقدمة


        لمن المؤكد انكم اعزائي طرحتم على انفسكم ذلك السؤال الذي بقي عالقا في اذهانكم مع سؤال آخر محير، تتسائلون ان كنتم بعد قد حصلتم فعلا على اجابته الشافية او لا زلتم لم تتأكدوا او لم تقتنعوا باجابته ، هذا السؤال ؛ هل انا فعلا لي اهمية في هذا العالم ؟ 



في هذا المقال ، سنحاول البحث في جوانب هذا السؤال الذي يعتبر فلسفي بما له من جوانب تنضوي تحت قانون النسبية التي تساهم في تغير اجابته باستمرار حتى مع وجود نفس  الظروف و الثوابت ، فهل نحن كذات بشرية باعتبارها فرد فعلا مهم من منظور الاخر في  ظل هذا التغير الكبير الذي طرأ على العالم؟



اسئلة للتحليل


متى الاخر كمجموعة ينظر للفرد كآخر مهم ؟

ماهي جوانب اهميتك للعالم المتغير؟


تحليل 


نبذة تاريخية

 

         منذ بداية الانسان اي الانسان البدائي و حتى اليوم اختلفت اهمية الانسان لدى الانسان نفسه و حتى نظرته لنفس مفهوم الاهمية المنسوبة لذاته حيث كانت كل حيثيات حياته تقودها الغريزة ، غريزة البقاء او الحفاظ على الحياة حتى في فرضية غياب اي تواصل مع انسان آخر باعتبار ان حتى مع غياب مفهوم العائلة بالمفهوم المتعارف عليه اليوم فقد كانت عائلة ذلك الانسان البدائي باعتبارها لا تمثل تهديدا له تعتبر ربما من المنتسبات له فكانت ذات اهمية له باعتبارها جزء من الملجأ الامن التي تمد يد العون في تعزيز القدرة على مواصلة حماية الحياة و البقاء المشترك و من هنا نستنتج اهمية الانسان للاخر حتى في ظل غياب مفهوم الاخر الخارجي في المراحل الاولى قبل تحول الانسان الى مجتمعات في فترة متقدمة قليلة فقط حيث وجد فيما بعد مفهوم التعامل و التعاطي مع الاخر الذي ينجلي في مفهوم المقايضة الاولى بين مجموعة و اخرى خارجة عن حدود الممتلكات الخاصة  هنا ولد مفهوم ضرورة وجود الاخر في حياة الانسان 


اهمية الانسان اليوم 

         


اليوم تغيرت ملامح و خصوصيات العالم كثيرا ما ادى لتغير جذري في كل من اهتمامات الانسان وتقريب كل المفاهيم القديمة التي نشىء عليها الانسان في بدايته هذا التغير كان اما بالالغاء او بالتعديل على هذه المفاهيم ، من هذي المفاهيم التي هي موضوع حديثنا هنا ، مفهوم اهمية الذات الانسانية للانسان ذاته و اللتي يمكن تقسيمها الي قسمين متشابهين متعارضين 


  1. اهمية الانسان كذات بشرية


       في الحقيقة لمن المستحيل المجادلة و الاخذ و العطاء في مفهوم اهمية الانسان لاخيه الانسان باعتبار مفهوم المؤاخاة من حيث الفصيلة و النوع لا مجال لدحره في المطلق ، الانسان و منذ القدم لئن لم تكن نفسه مركزا للاستناد عليه طوال الوقت او في جميع المواقف فقد كان الانسان الاخر يأتي في المرتبة الاولى المادية للاستناد و طلب العون منه حتى في بعض الاحيان كان الانسان بصفته الاخر الخارج عن العائلة يسبق العائلة في المرتبة للاتكال عليه، بل ان تطور الانسان و نجاته عبر العصورالتي ادت لانقراض مختلف الفصائل كانت يرجع لتعاون المجتمعات الانسانية ، حيث ادى هذا التعاون الى ازدهار البشرية و نجاتها من كل العصور السوداوية المتعاقبة وكان العلم بداية هذا الازدهار حيث ادى تطور العلوم و نجاعتها في تقدم مجتمعات على اخرى الى ايجاد و ترسيخ مفهوم اهمية مجتمعات لاخرى و ضرورة تكاتفها للتقدم المشترك والاستفادة القصوى من الاخر في حين سعت ايضا المجتمعات المتقدمة الاولى الى ايجاد نطاقات اخرى لنشر علومها و الاستفادة هي ايضا من مناخات معيشية باعتبارها هي الاخرى قد تمثل مصدر علوم جديدة و من هنا ظهرت اهمية الاخر للمصلحة و الاستفادة من كل ماهو متاح و خارجي 


2.  بداية تدهور اهمية الذات البشرية


       مع ظهور الفروقات و الاختلافات التي و جدت بسبب من كان له اكثر تقدم و خبرة في مجال الحياة و التطور العلمي و التقني بين المجتمعات سعت مجتمعات على حساب اخرى الى محاولة الابقاء على مكانتها المتقدمة و تعزيزها في اطار تحقيق اقصى استفادة و ربح من الفوارق لضمان بقائها في اعلى هرم الاهمية للوجود الانساني  بذلك تحافظ على فرص استمرارها و بقائها و هو هدف الانسان الاسمى منذ البداية "الاستمرار" ولم يعد هذه المرة العلم  هو الوسيلة بل المال و ما له من سلطة على الاخضاع و المكانة اللتي اصبح يقدمها لمن يحصل عليه و مع تعلم الانسان التغاضي على الخوف من الاندثار بعد تكاثره بشكل كبير و ايجاد مسببات البقاء من لوازم اولية منها الامن بمختلف مجالاته من غذائي و اقليمي من خلال التحالفات انتقل مفهوم الاهمية من  اهمية الذات البشرية الى مفهوم اهمية الذات البشرية كمصدر للقوة و الربح فاقتصرت اهمية البشر كبشر على بعض المنظمات المدافعة على حقوق الانسان و انتشر مفهوم الربح من الاخر عبر توسع منظمات و كارتلات تسعى للربح و حتى الانسان البسيط تعلم و تكيف مع حياته و دوره الجديد و بل اصبح ضروريا عليه السعي للربح الذي كان في احيان كثيرة يمثل خطرا على وجوده و لكنه مطالب بلعب دوره في مجتمعه الجديد تاركا امر وجوده لعقله الباطني فلم يعد يعي نتائج معظم افعاله التي ادت في بعض المناسبات الى اندثار اقوام عدة و اعداد هائلة من البشر و يعلل ذلك بانه كان على طريق الخطأ


في النهاية

    

   بقي مصطلح اهمية الانسان موجود و لكن تغير مفهومه من اهمية ذات البشرية الوجودي الى مفهوم اهمية الذات البشرية كسوق للربح تسعى معظم الانظمة لتحقيق ربحها منه و العمل على تغيير ملامحه ليكون مهيأ لذلك